كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

وتشاكل اللفظ, أو ترك التركيب وحمل كل شيء على أصله, على ما يأتي بيانه [إن شاء الله]. فـ «ما» توصل أبدًا بحروف المعاني إذا كانت على حرف واحد, اسمًا كانت أو حرفًا. مثل قوله سبحانه (فبما نقضهم ميثاقهم) و (كما أرسلنا فيكم رسولًا منكم).
والعلة في وصلها مع الحرف الواحد أن الحرف الواحد لا يستقل بنفسه, فوجب وصله بها أبدًا.
فإن كانت حروف المعاني على أكثر من حرف مثل: أن وليت ولعل وإلى وحتى, ونحوها, كتبت «ما» منفصلة إذا كانت اسمًا بمعنى «الذي» , مثل: (إن ما عند الله هو خير لكم). وتكتب متصلة إذا كانت حرفًا مثل: (إنما الله إله واحد) , فرقًا بين الاسم والحرف. وذلك أن «ما» إذا كانت كافة «إن» عن عملها فقد اتصلت بها اتصال المانع لها عن عملها, فوجب ألا تكون منفصلة عنها. وليس كذلك إذا كانت بمعنى «الذي» , لأنها اسم منفصل, ومعمولة «إن» , وواقعة موقع «الذي». فكما أنها مع «الذي» تكون منفصلة فكذلك مع ما هو بمعناها.
فإن كانت [ما] استفهامية كتبت متصلة, وإن كانت اسمًا, لأجل الحذف الذي يلحقها, مثل: إلام تنظر, وحتام تغيب, و (فبم أنت من ذكراها). فعلامة الوصل في «حتام» كتب «حتى» بالألف. وكذلك علامته في «إلام» كتبها بألف. ولو وقفت على هذه الاستفهامية لفصلتها, وألحقتها هاء للسكت, وكتبتها إلى مه, وحتى مه, وعلى مه. لأنها ياء السكت قد صارت على أكثر

الصفحة 455