كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

و (أن لا تكون) فمن نصب «تكون» وصلها, ومن رفع «تكون» فصلها لأن التقدير مع الرفع: وحسبوا أن لا تكون فتنة, فلما كانت الهاء مقدرة بين «أن» و «لا» فصلت.
وتكتب [لا] مع «إن» في الشرط متصلة, مثل: إلا تدع شنمي أعاقبك, وإلا تذهب أذهب.
وكذلك مع «هل» إذا خرجت إلى معنى الإنكار والتوبيخ, مثل: هلا خرجت, لأن التركيب لما أخرج الكلمة إلى معنى الإنكار صار الحرفان كالحرف الواحد فكتب متصلًا. وكذلك حالها في التحضيض إذا قلت: هلا تخرج. فإن قلت: كيف يصح معنى التوبيخ والإنكار في مثل قوله تعالى (لولا أخرتني إلى أجل قريب) , وهو بمعنى هلا أخرتني؟ .
قيل: فيه جوابان. أحدهما: أن هذا يجري مجرى مخاطبة الإنسان لنفسه موبخًا لها, وإن كان في الظاهر خطابًا للرب. والآخر: أن هذا دعاء, لأن كل ما كان من هذا النوع لمن هو دونك فهو في معنى الأمر, وما كان لمن هو مثلك فهو في معنى السؤال, وما كان لمن هو فوقك كان دعاء, أو هو في معنى الدعاء, وإن اشترك اللفظ فالمعنى مختلف. فهذا ما عرض.
انقضى الكلام على فصل «لا» ووصلها.
فأما وصل «ها» فإنها توصل مع «ذا» , فتكتب متصلة بغير ألف إذا لم يكن معها كاف خطاب. مثل: هذا زيد, وهذه هند, وهذان الزيدان, وهؤلاء الزيدون, لأنهما قد جعلا كالشيء الواحد. فـ «ها» تنبيه, و «ذا» إشارة فإن

الصفحة 457