كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

الإيصال إلى الساكن عن همزة الوصل مع أنه لو ثبتت الألف في مثل هذا لالتبس بصورة النفي إذا قلت: زيد قال لك ذلك لا الرجل.
ولو كان بغير لام مما هو على حرف واحد [أو على غير حرف واحد] لم تحذف الألف, مثل: بالرجل, وكالرجل, [ومن الرجل].
ومن الحذف حذف ألف الوصل من «ابن» إذا وقع [مفردًا] صفة بين علمين, أو كنيتين, أو لقبين, سواء اتفق ذلك أو اختلف. مثال العلمين: هذا زيد بن عمرو. ومثال الكنيتين: هذا أبو القاسم بن أبي محمد. ومثال اللقبين: هذا القائد بن القائد. ومثال المختلفين: هذا زيد بن الأمير, وهذا زيد بن أبي القاسم, وهذا أبو القاسم بن زيد. وما أشبه ذلك من المتفقين والمختلفين. لأن «ابنا» في هذا كله صفة قد جعل مع الموصوف كالشيء الواحد, فكما حذفت التنوين من الموصوف كذلك حذفت الألف من «ابن». ولو قلت: هذا زيد ابن أخينا, وهذا أخونا ابن زيد - وجعلت «ابنًا» نعتًا - لأثبت الألف [من ابن] لأنه لم يقع بين علمين. وكذلك: إن زيدًا ابن عمرو, لأنه لم يقع ههنا صفة, إنما وقع خبرًا لإن. وكذلك: هذا زيد وعمرو ابنا خالد, لأنه ههنا مع المثنى الذي لم يكثر استعماله كثرة الواحد فثبتت الألف والتنوين في الموصوفين. وكذلك لو صغرت «ابنًا» , وجعلته صفة بين علمين لأثبت التنوين في

الصفحة 462