كتاب شرح المقدمة المحسبة (اسم الجزء: 2)

الأسماء بحالتين مختلفتين في الوصل والوقف لتمكن الأسماء وقوتها وفضل مرتبتها. فالتأنيث فيها راجع إلى أمر يختص بها في نفسها, وليس التأنيث في الأفعال راجعًا إلى أمر يختص بها في نفسها, وإنما هو لتأنيث فاعلها من نحو: قامت هند, وقعدت جمل.
والحروف كحلها غير مؤنثة غير ثلاثة أحرف حكى فيها التأنيث, وهي لا ولات, وثم وثمت, ورب وربت. لأن هذه الحروف [كلها] تأتي لمعان في غيرها, وتكون عاملة, فشبهت بالأفعال في ذلك, فكتبت بالتاء وصلًا ووقفًا كالأفعال المخالفة للأسماء.
ومن البدل الشاذ كتبهم الصلوة والزكوة والحيوة بالواو ما دام مفردًا, فإذا كان مضافًا أو مثنى كتب بألف مثل: هذه صلاتك وزكاتك وحياتك, وحياتان وصلاتان وزكاتان. وإنما خصوا الواحد بذلك لأنه الأصل. وقد قيل إن القصد به الإبانة عن تفخيم مستعمل في هذه الأسماء. وعلى هذا جاء تفخيم «الصلوة» على قراءة ورش [رحمه الله] من غير طريق العراقيين, فجعلت الواو مؤذنة بالتفخيم.
ومن البدل قولهم: يومئذ وحينئذ [وساعنئذ]. الياء بدل من الهمزة,

الصفحة 467