كتاب شرح المعلقات التسع

تمطى: امتد، وروى الأصمعي لما تمطى بجوزه أي امتد بجوزه، والجوز: الوسط وأردف أعجازا أي رجع.

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح منك بأمثل
إلا انجلي في موضع السكون وهو مبني على حذف الياء ووردت بإثبات الألف بقوله تعالى (سنقرئك فلا تنسى) وبإثبات الألف أيضا في قوله.

إذا الجوزاء أردفت الثريا ... ظننت بآل فاطمة الظنونا
وبإثبات الياء في قوله:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد
وبإثبات الواو في قوله:
هجوت زبان ثم جئت معتذرا ... من سب زبان لم تهجو ولم تدع
ومعنى البيت أنا معذب والليل والنهار عندي سواء.
الانجلاء هو الانكشاف كقوله [تعالى] (ولا يجليها لوقتها إلا هو) أي لا يكشفها ويروى: وما الإصباح منك بأمثل فمنك ينوي بها التأخير، لأنها في غير موضعها لأن حق "من"، أن تقع بعد أفعل.
وأما قولهم في قوله ناب فهو في مكان المعنى ناب منها بخبر فهو غلط، لأن الشيء إذا كان في موضعه لم يقدر في غير موضعه فحق من ارتفع بعد أفعل، وهي في

الصفحة 156