كتاب شرح المعلقات التسع

عظيمين، في عليا معد هديتما ... ومن يستنتج كنزا من المجد يعظم
عليا معد وعلياء معد أرفعها، ويعظم أي يأتي بأمر عظيم، ويعظم: أي يصير عظيما، ويعظم أي يعظمه الناس.

وأصبح يحدى فيهم من تلادكم ... مغانم شتى من إفال مزنم
ويروى: فأصبح يجري فيهم من تلادكم.
ويحدى: يساق، والتلاد: ما ولد عندهم أصله، ثم كثر استعمالهم إياه، حتى قيل لملك الرجل كله تلاده، وشتى متفرقة يقول صرتم تغرمون لهم من تلادكم.
وقال أبو جعفر: قوله من تلادكم معناه من كرم سعيكم الذي سعيتم له حتى جمعتهم لهم الحمالة، ويروى من نتاج مزنم.
فالإفال الفصلان، والواحد أفيل والمزنم علامة تجعل في الجاهلية، وعلى ضرب من إبل كرام وهو أن يسمى ظاهر الأذن أي يقشر جلدته ثم يفتل فيبقى زنمة تنوس أي تضطرب.
وروى أبو عبيدة من إفال المزنم قال وهو فحل معروف.

تعفى الكلوم بالمئين فأصبحت ... ينجمها من ليس فيها بمجرم

الصفحة 196