كتاب شرح المعلقات التسع

أراد بالأعلم مشفرها، والإبل كلها علم، والعلم شق في الشفة العليا، فإن كان في السفلى قيل له أفلح. والمخروت المشقوق، وخرت كل شيء: شقه ونقبه والمارن اللين، وقوله: متى ترجم به الأرض إذا أدنت رأسها من الأرض في سيرها فذلك رجمها إياها يقول إذا أوطأت رأسها إلى الأرض ازدادا سيرا.

[إذا أقبلت قالوا تأخر رحلها ... وإن أدبرت قالوا تقدم فاشدد
وتضحي الجبال الحمر خلفي كأنها ... من البعد حفت بالملاء المعضد
وتشرب بالقعب الصغير، وإن تقذ ... بمشفرها يوما إلى الليل تنقد]
على مثلها أمضي إذا قال صاحبي ... ألا ليتني أفديك منها وأفتدي
أي على مثل هذه الناقة أسير وأمضي، إذا قال صاحبي من خوف الفلاة وقوله ألا ليتني أفديك معناه من الفلاة فجاء بمكينها ولم يجر لها ذكر لدلالة المعنى عليها كقوله [تعالى] (حتى توارت بالحجاب) وقوله أفديك منها: أي أعطيك فداءك وتنجو، أو أفتدي أنا منها. وقيل معناه ليتني أقدر أن أفديك منها وأفتدي نفسي. وعلى تتعلق بما مضى، وكذلك إذا.

الصفحة 56