كتاب شرح المعلقات التسع

الشرب بكسر الشين وبالضم اسمان للمشروب، والشرب بالفتح مصدر، وقد تكون الثلاثة مصدرا، والمصرد: المقلل والمنغص.

كريم يروي نفسه في حياته ... ستعلم إن متنا غدا أينا الصدي؟
ويروى إذا متنا صدى أي عطشا، والصدي العطشان، ويروى صدى بفتح الصاد ويروى صدا، والمراد بالصدي في هذه الرواية، ما كانت العرب تزعمه في الجاهلية: إن الرجل إذا قتل، ولم يدرك بثأره، خرج من رأسه طائر يشبه البوم، فيصيح اسقوني، فإذا أخذ بثأره سكن، والصدى في هذا قالوا بدن الميت، والصوت الذي يسمعه من ناحية الجبل ونحوه.
وذكر البوم، ويقال له هو صدي مال أي الذي يقوم به، وقوله يروي نفسه أي من الخمر ثم حذف ليعلم المخاطب، ومن روى صدى بالإضافة أراد الصدى أينا العطشان والصدى أيضا حشوة الرأس، وكانوا في الجاهلية يقولون إذا مات الميت خرجت من قبره هامة تزقو عليه، وكانوا يسمون الصوت الصدى، فأبطل ذلك الإسلام، فقال عليه السلام: لا عدوى ولا هامة ولا صفر.

أرى قبر نحام بخيل بماله ... كقبر غوي في البطالة مفسد
النحام: الزحار عند السؤال؛ البخيل. يقول هذا الشحيح بماله، عند أداء الحق

الصفحة 66