كتاب شرح المعلقات التسع

[أرى الموت أعداد النفوس، ولا أرى ... بعيدا غدا ما أقرب اليوم من غد؟]
أرى الدهر كنزا ناقصا كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفد
أراد أهل الدهر، ويروى أرى العيش، وأرى العمر.
والكنز ما حفظ وقوله، وما تنقص الأيام أي ما تنقصه الأيام ينفد.

لعمرك إن الموت ما أخطأ الفتى ... لكالطول المرخى وثنياه باليد
العمر والعمر والعمر، ولا يستعمل في القسم إلا بفتح العين والطول الحبل، وثنياه ما ثني منه، ويقال طرفاه؛ لأنهما يثنيان.
أي إن عمره بمنزلة حبل ربطت به دابة يطول لها في الكلأ حتى ترعاه، فيقول الإنسان: قد مد له في أجله، وهو آتية لا محالة.
وهو في يدي من يملك قبض روحه كما أن صاحب الفرس الذي قد طول له إذا شاء جذبه.
وموضع ما نصب في تقدير المصدر.

متى ما يشأ يوما يقده لحتفه ... ومن يك في حبل المنية ينقد

الصفحة 68