كتاب شرح المعلقات التسع

أخذت. فتركها، فأخذها عامر بن مضر فادعى جوار عمرو وقابوس، ورجل من اليمن يقال له بشر بن قيس فقال في ذلك طرفة: أعمرو بن هند ما ترى رأي صرمة؟ وقال غيره: هذه إبل ضاعت لمعبد، فسأل طرفة ابن عمه مالكا أن يعينه في طلبها.
وقوله: فلم أعقل، أراد نشدت حمولة معبد فلم أعقل، وأعمل الفعل الثاني، ولو أعمل الأول لقال فلم أعقلها.
ويروى فلم أغفل حمولة معبد أي فلم أغفل عن ذلك.
يقول: لامني على غير ذنب كل مني إليه إلا أنني طلبت حمولة معبد وغير منصوبة على الاستثناء؛ وهو استثناء ليس من الأول، وعلى متعلقه بلامني ويحتمل أن تكون متعلقة بأيأسني.

وقربت بالقربى وجدك أنني ... متى يك أمر للنكيثة أشهد
أي أدللت على مالك بالقرابة والنكيثة بلوغ الجهد، ويقال النكيثة شدة النفس، بتعت نكثة البعير: إذا أجهدته في السير، فلم يبق من سيره شيء، وقوله: وجدك أي وحظك يخاطب مالكا ويقول: أذللت بما بيني وبينك من القرابة. وحلف أنه متى يك أمر للنكيثة يشهد ذلك الأمر، ويعينه على حضوره، ويروى وجدك إنه والهاء للأمر والشأن.

وإن أدع في الجلى أكن من حماتها ... وإن يأتك الأعداء بالجهد أجهد
ويروى للجلى والجلاء: الأمر العظيم الجليل، وقال يعقوب الجلى فعلى من

الصفحة 70