كتاب شرح المعلقات التسع

ومن روى كمحدث بفتح الدال فمن كسرها أراد الرجل الذي هجاني كرجل أحدث حدثا عظيما، ومن فتحها أراد هجائي كأمر محدث عظيم.
قال الأصمعي: يقال هجا غرثه، وأهجى غرثه إذا كسره والهجاء الذم، وفلانة تهجو زوجها أي تذم صحبته، وقال في قوله كمحدث بفتح الدال أي كأحداث شكايته.

فلو كان مولاي امرءاً هو غيره ... لفرج كربي أو لأنظرني غدي
ويروى، فلو كان مولاي ابن اصرم مسهر ومولاي في موضع نصب خبر كان في هذه الرواية، وفي الرواية الأولى في موضع رفع اسم كان ويجوز أن يروى فلو كان مولاي امرؤ على أن يكون امرؤ اسم كان ومولاي الخبر ويكون قوله:
كأن سبيئة من بيت رأس ... يكون مزاجها عسل وماء
إلا أنه في بيت طرفة أحسن، لأنه وصله بقوله: هو غيره، فقارب المعرفة وقوله لفرج كربي أي أعانني على ما نزل بي من الهم أو لأنظرني إلى غدي تأنى علي فلم يعجلني.

ولكن مولاي امرؤ هو خانقي ... على الشكر والتسآل أو أنا مفتدي
معناه: يسألني أن أشكر أو أفندي منه. وقال الأصمعي: أو أنا مفتد منه، ويروى أو أنا معتدي أي معتد عليه.

الصفحة 72