كتاب شرح المعلقات التسع

وقوله: سادة لمسودة أي سادة سيد كما يقال شريف لشريف أي شريف ابن شريف.

أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه ... خشاش كرأس الحبة المتوقد
الضرب: الرجل الخفيف اللحم، يقول أنا الضرب الذي عرفتموه، والعرب تمدح بخفة اللحم لأن كثرته داعية للكسل، والفشل والثقل، ويمنع من الإسراع في دفع الملمات، وكشف المهمات، ويروى الجعد أي المجتمع الشديد والخشاش الرجل الذي يخش في الأمور ذكاء ومضاء.
روى الأصمعي خشاش بكسر الخاء، ويروى بحاء مهملة، وقال: كل شيء خشاش بالكسر إلا خشاش الطير لخسيسه. وقوله: كرأس الحية، العرب تقول لكل متحرك نشيط: رأسه كرأس الحية، وأما الحديث الذي روى في صفة الدجال كان رأسه أصلة فإن الأصلة الأفعى، والمتوقد: الذكي، يقال توقدت النار توقدا، ووقدت تقد وقدانا ووقدا ووقدة.

فآليت لا ينفك كشحي بطانة ... لعضب رقيق الشفرتين مهند
ويروى لأبيض عضب، ومعناه لا يزال جنبي لاصقا بالسيف.

حسام إذا ما قمت منتصرا به ... كفى العود منه البدء ليس بمعضد
الحسام: القاطع، وقوله كفى العود أي كفت الضربة الأولى من أن يعود. وقولهم رجع عوده على بدئه أي رجع ناقضا لمجيئه.

الصفحة 74