كتاب شرح المعلقات التسع

فظل الإماء يمتللن حوارها ... ويسعى علينا بالسديف المسرهد
الإماء: الخدم الواحدة أمة، وقد تجمع أموان، والجمع المسلم أموات وحكى الكوفيون أميات يمتللن أي يشوين في الملة وهي الرماد والتراب الحار، وقولهم أطعمنا ملة خطأ، لأن الملا الرماد، ويحتمل أن يكون المراد، أطعمنا خبر ملة. فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه كقوله تعالى (واسئل القرية) ، والحوار ولد الناقة، والسديف شطائف السنام الوحدة شطيبة، وهو ما قطع منه طولا، والمسرهد الناعم الحسن الغذاء.

فإن مت فانعيني بما أنا أهله ... وشقي علي الجيب يا بنة معبد
أي اذكريني، واذكري من فعالي ما أنا أهله يقال فلان ينعى على فلان ذنوبه إذا كان يعددها عليه وابنة معبد هي ابنة أخيه.

ولا تجعليني كامرئ ليس همه ... كهمي ولا يغني غنائي ومشهدي
أي لا يغني عني في الحرب غنائي ومشهدي في المجالس والخصومات، والغنى يمد ويقصر، فإذا فتح أوله مد وإذا كسر قصر، وهو ضد الفقر.

بطيء عن الجلى سريع إلى الخنا ... ذليل بأجماع الرجال ملهد

الصفحة 78