كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 1)

راوِيةٌ، وبذلك سُمِّيَ راوية الشِّعر والعِلم لأنه يحمله. والمزادُ كلُّ ما استُقي فيه من الأدم، الواحدة
مَزادةٌ. وقوله أَضِجُّوا الرَّوايا يعني ألحُّوا عليها بالاستقاء حتى تَضِجَّ حتى ترغُوَ للضَّجر.
عَجِبتُ من الدَّاعيِ جُحَيْشاً وَصاَئداً ... وَعَيْسَاءُ يَسعَى بِالعلابِ نَفيرُها
جُحَيش بنُ زيادٍ أحدُ بني زُبيد بن سَليط، وصائدٌ سَليطيٌ، وعيساءُ جدَّةُ غسان بن ذُهيلٍ. والعِلابُ
جمعُ عُلبةٍ وهي التي يحلبُ فيها، وهي أعظمُ من الملعقةِ وأصغر من الجفنةِ وهي تُعمل من جلود
الإبل.
أَسَاعَيةٌ عَيْسَاءُ والضَّأنُ حُفَّلٌ ... فَمَا حَاوَلَتْ عَيْسَاء أَم مَا عذيِرُهَا
التَّحفيلُ اجتماعَ اللبن في ضروعها، وكذلك التَّصريَة. والعذير الحال.
إذَا ما تَعاظَمْتُم جُعُوراً فَشَرِّفُوا ... جُحَيْشاً إذَا آبَتْ من الصَّيْفِ عيرُهَا
يقول: إذا جاءت الإبلُ بالمِيرة، كَثُرت عندهم الحِنطةُ والتَّمرُ، فيشبعون وتعظم جعورُهُم.
قال أبو عثمان: حدثنا الأصمعيُّ، قال: تجاعَر حيَّان من العرب أي خَرِئوا، فاختار كلُّ حيٍّ منهم
رجلاً، وكان سَبقُهُم في ذلك جَزُورا. قال: فأُطعِما من الليلِ طعاماً كثيراً، حتى اندحَّت بطونُهما، قال:
ثم أصبحوا، فاجتمع الناسُ، قال: فجاء أحدُهما فوضع أمراً عظيماً، فهال

الصفحة 169