كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 1)

الأرضُ. يَصفُهم بالذُّلِّ وأنهم لايمتنعون، كما لا تمتنعُ هذه الكَمأةُ إذا استُثيرت بالعصا. ومن أمثال العَرب "هو أَذَلُّ من فَقْعٍ بِقاع"
وهي الكَمأةُ البيضاءُ.
غَضِبْتُمْ علينا أَو تَغَنَّيْتُمْ بِنَا ... أَن أخْضَرَّ من بَطنِ التِّلاَعِ غَمِيرُهَا
الغميرُ الكَلأ اليابسُ يُصيبه المطر فينتثر فيكون خَلِيساً أبيض وأخضر. يقول: لما أخصبتم وَشعبتم
تَغنَّيتمُ بهجائي. والتِّلاع مَسايل الماء المرتفعة وهي المنخفضةُ وهي من الأضداد.
فَلَوْ كَانَ حِلْمٌ نَافِعٌ في مُقلَّد ... لَمَا وَغِرَتْ مِنْ جُرْمٍ صُدُورُهَا
يعني مُقلَّد بن كُليب. والوَغر: الحِقد والعداوة.
بَنُو الْخَطَفى والْخْيلُ أَيَّامَ سُوفَةٍ ... جَلَوْا عَنْكُمُ الظَّلْمَاء فَانْشَقَّ نُورُهَا
كانت قيسُ عَيلان أغارت إلى بني سَليط فاكتسحت أموالهم، وسَبوا منهم سبايا فَركِبت بنو الخَطفى،
فاستنقَذت ما في أيدي قيسٍ من إبل بني سليط وسباياها، فمنَّ ذلك عليهم جرير. وَسُوفة موضع
بالمرُّوت وهو صحارٍ واسعة بين قُفيَّن أو بين شَرفين غليظين، وحائلُ ماءٌ ببطن المرُّوت، وسُوفة
قريبةٌ منه فأُضيفت سوفة إليه، وأنشد:
إذا قَطَعْنَ حائلاً والمَرُّتْ ... فَأبْعَدَ الله السُّوَيق المَلْتُوتْ
وفي بئْرِ حصْنٍ أدركتنا حَفيظَةٌ ... وَقَدْ رُدَّ فيهَا مَرَّتَينَ حَفيرُهَا
حفيرُها ما خرج منها. والحفيظة: الغضبُ. قال: كان بنو مُرَّة بن

الصفحة 172