كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

القوم، وأصيب منهم ناس كثير. فقال في ذلك ابن القائف أخو بني ثعلبة، ثم أحد بني معاوية
بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة:
نِعمَ الفوارسُ يومَ جيشه محرِّقٍ ... لَحِقوا وهُم يدعونَ يالَ ضِرارِ
زيدُ الفوارِسِ كرَّ واْبَنا مُنذِرٍ ... والخيلُ أوجعها بنو جَبِّار
حتى سَموا لمحرِّقٍ برماحِهِم ... بالطَّعْنِ بين كتائبٍ وغُبار
ولَعَمْرُ جَدِّكَ ما الرُّقادُ بِطائِشٍ ... رَعِشٍ بديهتُهُ ولا عُوَّار
يرمي بغُرَّةِ كامِلٍ وبنحرهِ ... خَطرَ النُّفوسِ وأيُّ حينِ خِطار
لما رأوْا يوماً شديداً بأسُهُ ... كرِهَ الحياةَ وشُقَّةَ الأسفار
وكأنَّ زيداً زيدَ آلِ ضِرارِ ... ليثٌ بكفيْهِ المنَّيةُ ضار
وكأنَّ آثارَ الغَرِيبِ عليهم ... ومَكَرَّهُ يوماً مُطَافُ دُّوار
جَعَلُوا لعافي الطيرِ منهم وقعَةً ... صَرعى تَضَوَّرُ في قناً أكسار
لولا فوارِسُهُنَّ قِظْنَ عواطلا ... في غيرِ ما نَسَبٍ ولا إصهار
قال: وأما ابن مزيقياء الغساني - ومزيقياء عمرو بن عامر، وعامر ماء السماء وفيهم كان ملك
غسان بالشام في آل جفنة بن علبة بن عمرو - بن عامر - فإنه أقبل حتى أغار على بني ضبة يوم
إضم، فأصاب بني عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة، وقد كانوا أوقدوا مع جروة وشقرة ابني
ربيعة بن ثعلبة بن سعد بن ضبة ناراً للحرب، فقال الملك: ما هذه النار التي تدخن علينا؟ قالوا: هذه شقرة

الصفحة 369