كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

شَرِبَ المنيَّ فأصبحتْ في بَطنهِ ... بَظْراءُ أسفلُ بَظرِها يَتَأكلُ
ولئنْ حبِلْتَ لقدْ شربتَ رثيئةً ... ما باتَ يجعلُ في الوليدةَ نبتلُ
الرثيئة اللبن الحامض يحلب عليه الحليب، وهو أطيب اللبن، ومثل للعرب:
إن الرثيئة ما يفثأ الغضبا، أي يسكنه. والوليدة يعني أمة لأبي سواج أخي بني عبد مناة بن سعد بن
ضبة، ونبتل اسم عبد لأبي سواج.
وكان من حديثه أن أبا سواج سابق صرد بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع، وهم عم
مالك ومتمم ابني نويرة، بن جمرة فسبق أبو سواج صرداً على فرس له يقال لها ندوة، وكان فرس
صرد حصانا يقال له القطيب، فقال أبو سواج في ذلك:
ألم تَرَ أنَّ ندوةَ إذ جريُنَا ... وجَدَّ الجِدُّ خلَّفَتِ القَطيبا
لها كَفلٌ يصِلُّ الرَّبْوُ فيه ... وتخبطُ سُنبُكاً عجُراً صَليبا
وعُوجاً فعمَةً رُكِّبنَ فيها ... خِفافَ الوقعِ تحسبها صُقوبا
كأَنَّ قطيبَهم يتلو عُقابا ... على الصَّلعَاءِ وازِمَةً طَلوبا
الوزم قطع اللحم، والوازمة الفاعلة ويروى:
كَأَنَّ قطيبهم في الجَرْي يتلو ... عُقايا كاسِراً أُصُلاً طَلوبا

الصفحة 379