كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

قوله المزيت خميرها، أي جاءت بالزيت مع الحنطة والدقيق. يقول لم تكن العير التي حملت القتلى
هجرية، يريد تحمل التمر من هجر البحرين، ولا عيرا تحمل حنطة الشام، وقوله المزيت خميرها
يعني التي تخبز بالزيت. يقول إنما كانت حمولتهن قتلى حملوهم عليها.
أتَتهُمْ بِعَمرو والدُّهَيمِ وسِتَّةٍ ... وعشرينَ أعدالاً تميلُ أُيورُها
إذا ذَكَرتْ زَوجاً لها جَعفريّةٌ ... ومَصرعَ قتلى لم تُقَتَّلْ ثُؤورُها
تَبيَّنُ أن لم يَبقَ مِن آلِ جعفَرٍ ... مُحامٍ ولا دُونَ النِّساءِ غَيورُها
وقد أنكرتْ أزواجَها إذ رَأتهُمُ ... عُراةً نِساءٌ قد أُحِزَّتْ صُدورُها
رَأتْ كَمَراً مِثلَ الجَلامِيدِ فُتِّحَتْ ... أحالِيلُها لمّا اتمأرَّتْ جُذورُها
اتمأرت امتدت. ويروى اسمأرت واسمعذت وهو مثله. ويقال اتمأرت انتفخت وعظمت. والجذور
الأصول الواحد جذر.
فقُلنَ عَهدناهُم رِجالاً وهذهِ ... أَيُورُ بِغالٍ خالَطتها حَميرُها
وليستْ لِزوجٍ منهُمُ جعفريّةٌ ... مُعاداً بِكفَّيها إليها طُهورُها
أي لا تطهر لزوج بعدها لان أزواجهن قتلوا. وقال غيره لا تزوج جعفرية رجلا، بعدما كان من
أزواجهن من الجبن والفشل.

الصفحة 692