كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

إمامُ الهُدى كم مِن أبٍ أو أخٍ لهُ ... وقدْ كانَ للأرضِ العريضَة نُورُها
إذا اجتمعَ الآفاقُ مِن كلِّ جانبٍ ... إلى مَنسِكٍ كانتْ إلينا أُمُورُها
ويروى إذا اجتمع الأقوام من كل موطن على مشهد كانت. قوله إذا اجتمع الآفاق، يعني أهل الآفاق
في الموقف.
بَنَى بيتنا بابي السَّماءِ فنالَها ... وفي الأرضِ مِن بَحري تَفيضُ بُحورُها
ونُبِّئتُ أشقَى جعفرٍ هاجَ شِقوَةً ... عليها كما أشقَى ثَمودَ مُبيرُها
أي مهلكها، يريد قدار بن سالف الذي عقر الناقة.
يصِيحُون يستَسقُونَهُ حينَ أنضَجَتْ ... عليهِمِ مِنَ الشِّعرَى الترابَ حَرُورُها
تَصُدُّ عَنِ الأزواجِ إذ عَدَلتهُمُ ... عُيونٌ حَزيناتٌ سريعٌ دُرورهُا
أي عدلن القتلى على الإبل فحملنها. ويروى تصيف عن الأزواج إذ أبصرتهم عيون حريرات.
ولكنَّ خِرباناً تَنُوسُ لِحاهُمُ ... على قُصُبٍ جُوفٍ تنَاوَحَ خُورُها
يقول من بقي منهم خربان في الجبن والضعف. وقوله على قصب جوف، يريد على أجواف هواء
ليس لها قلوب. وقوله تناوح خورها، يقول يبكي بعضهم إلى بعض. قال وخورها ضعافها، وهو مشتق من

الصفحة 694