كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

وقد عَلِمَتْ أجسادُها أنّ جعفراً ... مَجُوسِيَّةٌ أجسادُها وأيُورُها
ويروى أحراحها وأيورها، يريد الرجال والنساء.
وما مَنعتْ فَرجاً لها جعفريةٌ ... وما أحسنتْ عنها البنين حُجورُها
ويروى وما منعت زوجا لها جعفرية ولا أحصنت.
فإن تُكَ قيسٌ قد قَدَّمتكَ لِنَصرِهَا ... فقد خَزِيَتْ قيسٌ وذَلَّ نصيرُها
فأجابه جرير يمدح بني جعفر بن كلاب:
أزرْتَ دِيارَ الحَيِّ أم لا تزُورُها ... وأنّى مِنَ الحَيِّ الجِمادُ فَدُورُها
الجماد واحدها جمد، وهو الغلظ في الرمل. والدور دارات في الرمل الواحدة دارة.
وما تنفعُ الدارُ المُحيلَةُ ذا الهَوى ... إذا استَنَّ أعرافا على الدارِ مُورُها
العرف أعلا الرياح. أي أعلا ما يرتفع من الغبار. وقوله إذا استن يعني جرى. وقوله أعرافا
والأعراف يريد أوائل الرياح الواحد عرف. قال والمور من التراب يريد ما رفعت الريح من
التراب. قال أبو عبد الله ذيول الريح أسافلها، وأعرافها أعاليها.
كأنَ دِيارَ الحَيِّ مِنْ قَدَمِ البِلَى ... قَراطيسُ رُهبانٍ أحالَتْ سُطورُها
ويروى أباتت. قوله أحالت سطورها، يعني أتى على هذه

الصفحة 697