كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

واحد أواسي آسية وهي الأساطين - ولم يرد الأساطين - يريد الأساس هاهنا يعني سورا، ليس
للأساطين هاهنا معنى.
فَوارِسُ قيسٍ يمنعُونَ حِماهُمُ ... وفيهِمْ جبالُ العَز صعبٌ وعُورُها
قوله وعورها، واحدها وعر ساكنة العين. قال وهو الغلظ من الأرض والخشونة، يقال من ذلك
طريق وعر، وذلك إذا كان خشنا كثير الحصى، قال أبو عبد الله حكي بن الأعرابي وعَر المكان
ووعُر.
وقيسٌ هُمُ قيسُ الأعنَّةِ والقَنا ... وقيسٌ حماةُ الخيلِ تدمى نُحورُها
سُليمٌ وذُبيانٌ وعبسٌ وعامِرٌ ... حُصُونٌ إلى عِزٍّ طوالٌ عُمورُها
ألمْ ترَ قيساً لا يُرامُ لَها حِمىً ... ويقضِي بِسُلطانٍ عليكَ أميرُها
ملوكٌ وأخوالُ المُلوكِ وفيهمُ ... غُيوثُ الحَيا يُحيى البِلادَ مطيرُها
يعني الحجاج بن يوسف كان يتولى العراق، والمهاجر بن عبد الله الكلابي، كان يتولى اليمامة
والبحرين لهشام بن عبد الملك وكان جميلا.
فإن جبالَ العزِّ من آل خندفٍ ... لقيسٍ فقدْ عزَّتْ وعزَّ نصيرُها
ألمْ ترَ قيساً حِينَ خارَتْ مُجاشِعٌ ... تجير ولا تلقَى قبيلاً يُجيرُها
ويروى وما إن تبتغي من يجيرها.
بَنِي دارِمٍ مَنْ رَدَّ خيلاً مُغيرةً ... غَداة الصَّفا لم ينجُ إلاَّ عشورُها
قال أبو عبد الله، تقول العرب ما بلغ معشار ذلك، يراد به العشر ويراد به أيضا القليل.

الصفحة 699