كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

أصلت أي أنتنت من النئي.
فكمْ فِيهمُ مِنْ سوءةٍ ذاتِ أفرُخٍ ... تُعدُّ وأخرى قدْ أُتمتْ شُهورُها
إذا طُرِقتْ ينخوبةٌ مِنْ مُجاشِعٍ ... أتى دُونَ رأسِ السَّابِياءِ خَزيرُها
المرأة ينخوبة، وقوله ينخوبة يعني السبة. وقوله إذا طرقت، يعني طرقت بالولد. قال والتطريق أن
يخرج الولد ميسر الولادة مستقيما. والمعضل التي يعترض ولدها في الرحم. وقال الكميت في مثل
ذلك:
وإذا الأمور أهم غب نتاجها ... يسرت كل معضل ومطرق
بَنُو نخباتٍ لا يفُونَ بِذِمةٍ ... ولا جارَةٌ فيهُمْ تُهابُ ستُورُها
ولا تتَّقي غِبَّ الحديثِ مُجاشعٌ ... إذا هِيَ جاعَتْ أوْ أُمدتْ أيورُها
وخبَّث حوضَ الخُورِخُورِ مُجاشعٍ ... رواحُ المخازِى نحوَها وبكُورُها
أفخراً إذا رابتْ وطابُ مُجاشعٍ ... وجاءتْ بتمرٍ مَنْ حوارِينَ عيرُها
بَنو عُشرٍ لا نبعَ فيهِ وخروعٍ ... وزنداهُمُ أثلٌ تناوَحَ خُورُها
قوله تناوح يعني تقابل.، قال والأثل إذا أصابته الريح سمعت له صوتا شديداً فلذلك اختاره على
غيره.
ويكفِى خزيرُ المُرحلينَ مُجاشِعاً ... إذا ما السَّرايا حُثَّ ركضاً مُغيرُها
لقدْ عَلِمَ الأقوامُ أنَّ مُجاشِعاً ... إذا عُرفتْ بالخزي قلَّ نكيرُها
ولا يعصِمُ الجِيرانَ عقدُ مُجاشعٍ ... إذا الحربُ لمْ يرجِعِ بصُلحٍ سفيرُها
قال السفير المصلح بين القوم، يقول لم يقدر السفير أن يصلح بينهم لأن الحرب قد اشتدت وذهب
الصلح بينهم. قال أبو عبد الله إنما سمي السفير سفيرا، لأنه يسفر ما في أنفس القوم بينهم. وسفرت المكان

الصفحة 701