كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووهبتنا له ولم تفضحنا. قال اليربوعي، قال إبراهيم بن محمد بن سعد،
فأقبلت أكلمه أنا وكُثير، فلما أكثرنا عليه قال، اذهبوا فقد وهبتكم لهذا القرشي، يعني إبراهيم بن محمد بن سعد.
فقال الفرزدق
عزفتَ بأعشاشٍ ومَا كِدتَ تعزِفُ ... وأنكرتَ منْ حدْراء ما كُنتَ تعرِفُ
يقول عزفت نفسك عما كنت فيه من باطلك.
ولجَّ بِكَ الهِجرانُ حتَّى كأنَّما ... تَرَى الموتَ في البيتِ الَّذي كُنتَ تالَف
تيلف وهي لغة تميم.
لجاجةَ صُرمٍ ليسَ بالوصلِ إنَّما ... أخو الوصلِ منْ يدنُو ومنْ يتلطَف
إذا انتبهَتْ حدْراء مِنْ نومةِ الضُّحَى ... دعتْ وعليْها دِرْعُ خزٍّ ومطرفٌ
بأخضرَ مِنْ نُعمانَ ثُمَّ جلتْ بِهِ ... عِذابَ الثَّنايا طيِّباً حينَ يُرشَفُ
ويروى طيب المترشف، يريد طيبا مترشفة. بأخضر يعني مسواكا. ونعمان ناحية عرفات فيه أراك
كثير، فيقال له نعمان الأراك. يرشف يقبل ويمص.
ومُستنفزاتٍ للقلُوبِ كأنَّها ... مَها حولَ منتُوجاتِهِ يتصرَّفُ
ومستنفزات أي محركات للقلوب كما ينفز السهم إذا حرك،

الصفحة 706