كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

ومستنفزات للقلوب، يعني يستنفزن القلوب أي يدعونها فتجيب. وقوله مهى،
المها البقر الوحشية، شبه النساء بهن. وقوله يتصرف يعني يذهب ويجيء.
يُشبَّهنَ مِنْ فَرط الحياءِ كأنَّها ... مِراضُ سُلالٍ أو هوالِكُ نُزَّفُ
ويروى تراهن من فرط الحياء. نزف قد ذهب الدم منهن.
إذا هُنَّ ساقَطنَ الحديثَ كأنّهُ ... جَنَى النَّخْلِ أو أبكارُ كرمٍ يُقطَّفُ
موانِعُ للأسرارِ إلاَّ لأهلها ... ويخلفْنَ ما ظنَّ الغُيورُ المشفشفُ
قال الأسرار واحدها سر، وهو النكاح من قوله تعالى {وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرّاً} يعني نكاحا والله
أعلم. والمشفشف الذي كأن به رعدة واختلاطا، وذلك من شدة الغيرة والإشفاق على حرمه، قال أبو
عثمان، وقال الأصمعي هو الذي تشف فؤاده الغيرة، وهو السيئ الظن وذلك من إشفاقه على أهله.
قال وإنما أراد المشفف فكرر الشين. كما قالوا دمع مكفكف، وقد تجفجف الشيء من الجفوف، وأصله
تجفف. وهذه ثلاثة أحرف من جنس واحد يكره جمعها، ففرقوا بينهما بحرف من الكلمة وهو فاء
الفعل.
يُحدثْنَ بعدَ اليأسِ مِنْ غيرِ ريبةٍ ... أحادِيثَ تشفَى المُدنفينَ وتشغفُ
ويروى ويبذلن بعد اليأس. قوله تشغف يقول تذهب المرأة

الصفحة 707