كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

بالقلوب، وتغلب على العقل، وهو من قوله تعالى {قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً} جميعا يقرأ بهما، وهما في المعنى سواء بالعين والغين،
وهو ذهاب القلب وميله إلى من يحبه ويهواه.
إذا القُنبُضاتُ السُّودُ طوَّفنَ بالضُّحى ... رقدنَ عليهِنَّ الحِجالُ المُسَجَّفُ
قال الحجال المسجف، فذكر كأنه نعت. والقنبضات من النساء القصار القليلات الأجسام.
وإنْ نبَّهتهُّنَ الولائِدُ بعدَما ... تصعد يومُ الصَّيفِ أَوْ كاد ينصُفُ
دعونَ بِقضبانِ الأراكِ التَّي جَنَى ... لهَا الركبُ مِنْ نُعمانَ أيَّامَ عرفَّوا
فمِحنَ بِهِ عذباً رُضاباً غُروبُهُ ... رِقاقٌ وأعْلَى حيثُ رُكِّبنَ أعجفُ
ويروى عذب الرضاب. وقوله فمحن يريد سقين به. قال والرضاب يعني تقطع الريق. وقوله
أعجف يريد اللثة. يقول هذه المرأة قليلة لحم اللثة، وهو ما تنعت به المرأة أن تكون كذلك، وغروبه
تقطع أسنانه وذلك للحداثة.
لبِسْنَ الفرندِ الخُسروانَّي دُونهُ ... مشاعرَ منْ خزِّ العراقِ المُفوَّفُ
ويروى تحته مشاعر، يرددونه من خز العراق، فقدم الهاء قبل مذكورها، مثل قول الشاعر. جزى
ربه عني عدي بن حاتم. وهي مسألة في النحو تلقى على الأدباء، وليس يقوله كثير من النحويين.

الصفحة 708