كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

ويقولون ليس الشعر حجة في النحو، لأن الشاعر يضبط فيلجئه الاضطرار إلى أن يقول ذلك، يريد
المفوف من خز العراق. مشاعر نصب على الحال. قال والمفوف يريد على صنعة الوشي يعمل
باليمن.
فكيفَ بمحبوسٍ دَعاني ودُونهُ ... دُروبٌ وأبوابٌ وقصرٌ مُشرفٌ
وصُهبٌ لحاهُمْ راكِزونَ رِماحَهِمْ ... لهُمْ درقٌ تحتَ العَواليِ مُصَفَّفُ
قوله لهم درق، يريد جمع الدرقة وهي التي يستتر بها، كما يستتر بالترس في القتال، يقول هم
أصحاب عدة يمنعونني منها.
وضارِيَةٌ ما مَرَّ اقتسمنهُ ... عليهنَّ خوَّاضٌ إلى الطِّنئِ مِخشفُ
قوله وضارية، يعني كلابا ضارية تمنعها من الصهب. وقوله مخشف يقول هو سريع مروره. وقوله
اقتسمنه يعني بالنهس والخدش. وقوله خواض يقول هو جريء. قال الطنئ الريبة والتهمة. قال أبو
عبد الله، يقال للحية نهشت بالشين، وللسبع والكلاب نهست بالسين غير معجمة، ومن ذلك قيل نهس
للنصارى.
يُبلَّغُنا عنْها بغَيْر كلامِها ... الينا مِنَ القصرِ البنَانُ المطرَّفُ
يعني كلابا حول دراها. المطرف المخضوب الأطراف يريد تطاريفها تجزينا من كلامها.
دعوتُ الَّذي سوَّى السَّمواتِ أيدُهُ ... ولله أدنى مِنْ وريدِي وألطف
قوله أيده، يعني قوته وهو من قوله تعالى {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ} أي بقوة، ومنه قولهم للرجل إنه لأيد
من الرجال، وذلك إذا كان

الصفحة 709