كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

شديداً قوياً.
ليشغَلَ عنِّي بعلَها بزمانَةٍ ... تُدلَّهُهُ عنِّي وعنْها فنُسعفُ
قوله تدلهه، يقول يتحير فيبقى دهشا قد تغير عقله، فلا يتفقدها حتى نصل إلى ما نريده.
بِما في فُؤَداينا مِنَ الهمِّ والهَوَى ... فيبرأُ مٌنهاضُ الفُؤادِ المُسقَّفُ
ويروى من الشوق والهوى ويجبر. قوله المسقف هو الذي عليه خشب الجبائر. والجبائر هي
السقائف تشد على الكسر.
فأرسلَ في عينيهِ ماءٌ عَلاهُما ... وقدْ علمُوا أنِّي أطبُّ وأعرِفُ
من روي أطب وأعرف، أراد أطب الناس وأعرفهم بالطب. وأعرف من العرافة، أي أكون عرافا.
وقوله علاهما يريد علا الناظرين الماء فغمرهما. وقوله اعرف يقول أنا عراف، وهو الذي يعرف
الشيء قبل وقوعه.
فداويتُهُ عامينِ وهيَ قريبةٌ ... أراها وتدْنُولي مِراراً فارشُفُ
سُلافَةَ جفنٍ خالطتْها ترِيكةٌ ... على شفتيها والذَّكيُّ المُسوَّفُ
قوله سلافة جفن، قال السلافة أول ما يسيل من العصير، وهو أجوده. وجفن يريد الكرم، وأهل الشام
إنما يسمون ما غادر السيل فتركه باقيا في الصفا تريكة. قال والذكي يريد به المسك. والمسوف
المشمم، ماء السيل عندهم الجفار، والتريكة ما غادر السيل.

الصفحة 710