كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

بالتعسف وهو الظلم ومنه قولهم تعسف فلان الناس، وذلك إذا
ظلمهم وجار عليهم. فهو مشتق من ذلك يقول: فالذي يسلك هذه الأرض هو متعسف لها لا يدري أين
يتوجه. أي أتيناك مؤملين لخيرك على هذه الحال، وأفضالك على هذا الجهد والمشقة، يقول فسلكنا
الأرض بلا علم نراه ولا دليل بالبرية.
وعضُّ زمانٍ يا ابنَ مروانَ لمْ يدعْ ... مِنَ المالِ إلاَّ مُسحتاً أو مُجرَّفُ
قال سعدان، أخبرنا أبو عبيدة قال: سمعت راوية الفرزدق يروى هذا البيت، لم يدع من المال إلا
مسحت أو مجرف بالرفع. يقول لم يدع من الدعة أي لم يتدع. قال والمسحت الذي لا يدع شيئا إلا
أخذه. قال والمجرف الذي أخذ ما دون الجميع. قال ومن قال إلا مسحتا أو مجرف أراد وهو مجرف.
قال أبو عبيدة قوله لم يدع أي لم يثبت ويستقر من الدعة، إلا مسحت من المال ومجرف. قال فارتفع
مسحت ومجرف بفعلهما. قال وأنشدنا لسويد بن أبي كاهل: أرق العين خيال لم يدع. يقول لم يستقر
وهو من الدعة. قال أبو عبد الله، سمعت أحمد بن يحيى يتكلم في هذا البيت فقال: نصب مسحتا
بوقوع الفعل عليه، وقد وليه الفعل، ولم يل الفعل مجرف فاستؤنف به فرفع.
ومُنجردُ السُّهبانِ أيسرُ ما بِهِ ... سَليبُ صُهار أوْ قُصاعٌ مؤلَّفُ
قال هو بيت مجهول، أنشدنيه المازني، وانشدنيه الأعاريب الذين حملهم بغا إلى الري.
ومائرَةِ الأعضادِ صُهبٍ كأنَّما ... عليْها مِنَ الأينِ الجِسادُ المُدوَّفُ
قوله ومائرة الأعضاد، هي التي تمور بيديها دون رجليها، فتحركها

الصفحة 713