كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

تحريكا لينا. قال وذلك مما يستحب في الابل، وذلك من سعة آباطها ولين عريكتها. وإنما يريد أن هذه الإبل تمور.
يقول تذهب أعضادها وتجيء، وذلك من سعة آباطها. قال والأين الإعياء والفتور، والجساد العرق، وهو ما اصفر
يضرب إلى الحمرة. قال والمدوف يعني المدوف، يقول إذا دأبت في سيرها عرقت، فصار العرق
على جلودها أحمر.
بدأنَا بِها مِنْ سِيفِ رملِ كُهيلةٍ ... وفِيها نشاطٌ مِنْ مراحٍ وعجرفُ
ويروى نهضن بنا. ويروى ذرعن بنا. ويروى وفيها بقايا من مراح. قوله وعجرف يعني عجرفية
في مشيها تخليط، وذلك من المرح. ومنه قولهم للرجل الذي يخلط في أمره إن فيه عجرفية. يقول
بدأنا بها من موضعنا وهي نشيطة مرحة، فما بلغت إليك حتى تقارب خطوها وبلدت وضعفت، وذلك
من بعد المكان. وكان ذلك عندنا هينا يسيرا في جنب ما أملناه من سيبك. والمناسم: أظفار الإبل،
الواحد منسم، وما تحته الأظل.
فَما برحتْ حتَّى تقارَبَ خطوُها ... وبادَتْ ذُراها والمناسِمُ رُعَّفُ
وروى أبو عمرو، حتى تواكل نهزها. يعني هز رءوسها في السير نشاطا. قال المناسم مثل
الاظلاف. ورعف دامية من الحفا. يقول قد كلت وضعفت وتقارب خطوها، من شدة تعبها، وبعد
مداها، وما ينكبها من الحجارة. وذراها أعالي اسنمتها.
وحتَّى قتلنَا الجهلَ عنْها وغُودِرَتْ ... إذا ما أُنيخَتْ والمدامِعُ ذُرَّفُ
ويروى وغورت. قوله قتلنا الجهل عنها، يقول قتلنا جهلها وهو

الصفحة 714