كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

مرحها ونشاطها بالكلال. والتغوير نصف النهار. والتعريس آخر الليل.
قال والمدامع ذرف، قال وذلك من الجهد تسيل دموعها.
وحَتَى مَشَى الحادِي البطِيء يُسَوقُها ... لَها بَخَصٌ دامٍ ودأيٌ مجلَّفُ
ويروى حداءها. قال والبخص لحم الخف الذي تطأ عليه. وقوله ودأي يعني فقار الظهر. قال وكل
فقارة دأية. وقوله مجلف يعني مقشورا بالدير. يقول قد كلت وضعفت حتى يسوقها الحادي البطيء،
يقول تقارب خطوها وساقها الحادي من كلالها.
وحتَّ ى بعثناها وما في يدٍ لَها ... إذا حَلَّ عنْها رُمَّةً وهيَ رُسَّفُ
قوله وهي رسف، يعني كما يرسف المقيد في قيده من الجهد والإعياء، كأنها ترسف في قيد.
كذا ما نزلنا قاتَلتْ عنْ ظُهورِنا ... حراجِيجُ أمثالُ الأهلَّةِ شُسَّفُ
قوله حراجيج هي الطول من الابل. قوله شسف، قال هي اليابسة من الجهد والكلال. يقول تقاتل
الغربان عن ظهورها. قال وذلك أنها إذا عريت ظهر دبرها، فتقع الغربان عليها لتأكل دبرها، فالإبل
تقاتل الغربان يريد تدفعها عن دبرها، فهي تدفعها بأفواهها لتطير عنها فذلك قتالها.
إذا ما أريناها الأُزمَّةَ أقبلتْ ... إلينا بحُرَّاتِ الوُجُوهِ تصدَّفُ
قوله تصدف يريد تلاحظها وهي في جانب معرضة.
ذرعنَ بِنا ما بينَ يبريَن عرضَهُ ... إلى الشَّامِ تلْقاها رِعانٌ وصفصفُ
قوله ذرعن بنا يريد في المشي. يقال من ذلك مر فلان يذرع الطريق،

الصفحة 715