كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

وشولت فارتفعت ألبانها. وذلك
كما يشول الميزان شولانا، الواحدة شائلة، فإذا شالت بذنبها للحمل فهي شائل وهن شول. قال وإفالها
صغارها. والقريع الفحل. قال وقوله يزف يعدو. قال والمعنى في ذلك، يقول فراحت إفالها جزعا من
البرد، يقال زفت تزف زفيفا، يريد أن القريع يفر من شدة البرد.
وباشَرَ راعِيها الصَّلَى بلبانِهِ ... وكفَّيه حرَّ النَّارِ ما يتحرَّفُ
الصلى يريد صلى النار، كما يقال اصطلينا إذا اتسخنا. قال إذا فتحت أول الصلى فهو مقصور، وإذا
كسرت أوله فهو ممدود. قال أبو عثمان، قال أبو عبيدة: اللبان موضع اللبب من الفرس. وقوله ما
يتحرف يريد ما ينحرف عن النار، وذلك من شدة البرد لا يفارق النار.
وأوقدتِ الشِّعرَى مَعَ الليلِ نارَها ... وأمست مُحولاً جِلدُها يتَوسَّفُ
جلدها يعني جلد الأرض يتقشر من الجدب وقلة الانداء. وقوله وأوقدت الشعري مع الليل نارها، قال
وذلك لأن الشعرى تطلع في أول الشتاء أول الليل. ونارها يريد شدة ضوئها، يريد وأمست السماء
جلدها. يتوسف يعني يتقشر وإنما يعني قلة السحاب. يريد أن السماء مثل الجلد لها. قال وأنشدنا
للحطيئة:
مساعير حرب لا تخم لحامهم ... إذا أمست الشعري العبور استقلت
وأصبحَ موضُوعُ الصَّقيعِ كأنَّهُ ... على سرواتِ النِّيبِ قُطنٌ مندَّفُ
وروى أبو سعيد بيوت الصقيع. ويروى مبيض الصقيع. وقوله

الصفحة 717