كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

على سروات النيب، يريد على مسان الإبل وهي النيب، قال وسرواتها اسنمتها.
يقول وقع الثلج على اسنمتها كأنه قطن مندف.
وموضوعه ما تساقط منه. والصقيع الجليد.
وقاتلَ كلبُ الحيِّ عنْ نارِ أهله ... ليربضَ فِيها والصِّلا متكنَّفُ
وجدتَ الثَّرى فينا إذا يبِسَ الثَّرى ... ومنْ هُوَ يرجُو فضلهُ المُتضيفُ
وروى أبو عمر وجدت القرى. قال والثرى يريد الندى، وهذا مثل. يقول يجد عندنا من نزل بنا
خصبا في هذا الوقت، من شدة البرد، وهو أشد الأوقات للضيافة، لذهاب الألبان وذهاب العشب،
فالناس مجهودون. يقول فنحن في هذا الوقت غياث لمن نزل بنا.
ترَى جارَنا فِينا يُجيرُ وإنْ جَنَى ... فَلا هُوَ مِمَّا يُنطِفُ الجارَ ينطُفُ
يقول جارنا يجير لعزنا ومنعتنا. يقول ومع هذا فهو سليم أن يصيبه إلا خير. قال والنطف الدبرة
تدخل في جوفه. قال أبو عمرو الشيباني: النطف أن تصل الدبرة إلى جوف البعير، فيقال قد نطف
البعير. قال وإنما يعني هاهنا الهلاك والأمر الشديد، يقع فيه جارهم. يقول ينطف الجار أي يهلكه.
يقول فهو آمن من أن يبدأه سوء.
ويمنعُ مولانَا وإنْ كانَ نائِياً ... بِنا جارَهُ ممَّا يخافُ ويأنفُ
يقول يمنع مولانا وهو ابن عمنا، ويكون مولانا الذي نعتقه، فهو يمنع من يجيء إليه وصار في
ناحيته، بمنعتنا وإن نأى عنا، أي بعد، من قوله تعالى {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} أي يبعدون عنه -

الصفحة 718