كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

قولك قد اندلق السيف من غمده،
وذلك إذا خرج خروجا سريعا. قال والصارخ المستغيث. يقول فنحن إذا سمعنا الصوت أسرعنا إليه
مجيبين، لا يثنينا عن ذلك شيء. قال والسيف الدلوق السلس الدخول والخروج من الغمد، يقول فهذه
الخيل سراع إلى المستغيث على كل حال.
وكُنَّا إذا نامتْ كُليبٌ عنِ القرَى ... إلى الضَّيفِ نمشِي بالعَبيطِ ونلحَفُ
قوله بالعبيط اللحم الطري. قوله ونلحف يريد نلبسه اللحف فندفئه من البرد. قال وإنما هذا مثل
ضربه. يقول نحن نكفيه كل ما نابه، حتى يذهب من عندنا الضيف وهو لنا حامد.
وقِدرٍ فثأنا غليْها بعدَ ما غلتْ ... وأُخرَى حششْنَا بالعَواليِ تؤثَّفُ
قوله وقدر فثأنا غليها، يقول سكنا غليها. قال والمعنى في ذلك، رب حرب قاتلنا فيها حتى ظفرنا
بعدونا فسكنت وانقضت. ثم قال: وأخرى حششنا، قال الحش إدخال الحطي تحت القدر، فضربه مثلا
للحرب وإنما يريد أنا نستقبل حربا أخرى. وقوله تؤثف يقول تجعل لها أثافي. قال وإنما هذا كله مثل
ضربه للحرب.
وكُلُّ قِرَى الأضيافِ نقرِى مِنَ القَنا ... ومُعتبطٍ فِيهِ السنَّامُ المُسَدَّفُ
ويروى ومعتبطا. قال المسدف المقطع سدائف أي شققا. قال والسديف قطعة من سنام.
ولوْ تشربُ الكلبَة المراضُ دِماءنا ... شَفتها وذُو الدَّاءِ الذي هو أدنف

الصفحة 722