كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

قلفْنَا الحصَى عَنهُ الَّذي فوقَ ظهرِهِ ... بأحلامِ جُهَّالٍ إذا ما تغضَّفُوا
قلفنا القاف مقدمة، قوله قلفنا يريد ألقينا. وقوله بأحلام جهال يريد بحلم حلماء وبهم جهل عليهم.
وقوله تغضفوا يقول ما لوا عليه بالتعطف والنظر.
عَلى سورةٍ حتَّى كأنَّ عزيزَها ... تَرامَى بِهِ مِنْ بين نيقينِ نفنفُ
ويروى على ثورة. قال نيقان جبلان. قال الأصمعي النفنف ما بين أعلى الجبلين إلى أسفلهما.
ويروى ما بين نيقين.
وجهلٍ بحلمٍ قدْ دَفعنا جُنونهُ ... ومَا كانَ لَوْلا حِلمُنا يتزحلَفُ
قوله يتزحلف يعني يتنحى ويتباعد. قال أبو عبد الله يقال تزحلف وتزلحف.
رجحْنا بِهمْ حتَّى استثابُوا حُلُومهُم ... بِنا بعدَ ما كادَ القنا يتقصَّفُ
ويروى بعد ما كان. يقول كانت حلومهم عازبة عليهم فاستثابوها، يعني ردوها فثابت إليهم يعني
رجعت إليهم.
ومدَّتْ بأيديها النِّساءُ ولَمْ يكُنْ ... لذي حسبٍ عنْ قومِهِ مُتخلِّفُ
يقول مدت بأيديها النساء إلى الرجال، ليستغثن بهم ويناشدنهم ألا يهربوا ويدعوهن. يقول ولا يحسن
بالرجل الحسيب، أن يتخلف عن نصر أهله، وذلك إذا بلغ الأمر أشده واستغاث بالرجال النساء.

الصفحة 724