كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

قوله يتغطرف يعني يسود ويطلب السؤود، والغطريف السيد.
كِلانَا لهُ قومٌ هِمُ يُحلبُونهُ ... بأحسابِهِمْ حتَّى يُرى منْ يُخلَّفُ
ويروى من تخلفوا. يحلبونه يعينونه وينصرونه. يقال جاءهم مدد من الرجال، وجاءهم حلب من
الرجال أي من يعينهم. ومن ثم يقال قد أحلب عليه جموعا بعد جموع، يريد من يعين عليه.
إلى أمدٍ حتَّى يُزايلَ بينهُمْ ... ويُوجِعَ مِنَّا النَّخسُ منْ هُوَ مُقرفُ
ويروى يزيل وبيننا. ويروى ويوجع بالنخس الذي هو أقرف. قوله أقرف يريد الهجين المقرف ليس
بعربي، وهو الذي أحد أبويه برذون كما قالت هند:
فإن نتجت مهرا كريما فبالحرى ... وإن يك إقراف فمن قبل الفحل
عطفتُ عليكَ الحربَ إنِّ إذا ونَى ... أخُو الحربِ كرَّارُ على القرنِ معطفُ
تُبكي على سعدٍ وسعدٌ مُقيمةٌ ... بيبرينِ منهُمْ مَنْ يزيدُ ويُضعفُ
ويروى قد كادت على الناس تضعف.
عَلى مَنْ وراءَ الرَّدمِ لَوْ دُكَّ عنهُمْ ... لماجُوا كَما ماجَ الجرادُ وطوَّفُوا
ويروى وسعد كأهل الردم لوفض عنهم. ويروى لو دك دكة. قوله لو دك عنهم، يعني لو دق الردم
الذي بيننا وبينهم، يريد السد الذي سده ذو القرنين. يقول ماجوا في الأرض أي ملؤوها. وقوله
وطوفوا يقول خرجوا مثل الطوفان فملؤوها كما ملأ الطوفان الأرض.
فهُمْ يعدلُونَ الأرضَ لوْلاهُمْ استوتْ ... على النَّاسِ أوْ كادتْ تسيرُ فتُنسفُ
ولوْ أنَّ سعدا أقبلتْ مِنْ بلادِها ... لجاءتْ بيبرينَ اللَّيالي تزحَّفُ

الصفحة 729