كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 2)

قال الشاعر:
وعواص الجوف تنشخب
فهلاَّ نهيتُمْ يا بَنِي زَبدِ اسْتِها ... نُسوراً رَأتْ أوصالَهُ فهيَ عُكَّفُ
ويروى علت أوصاله فهي دفف. من دف الطائر إذا طار على وجه الأرض.
فلسْتَ بِوافٍ بالزُّبيرِ ورحلِهِ ... وَلا أنتَ بالسِّيدانِ بِالحقِّ تُنصِفُ
ويروى فلست بموف. ويروى ولا أنت بالسيدان في الحي منصف. ويروى في الحكم تنصف.
بَنُو مِنقرٍ جرُّوا فتاةَ مُجاشِع ... وشَدَّ ابنُ ذَيَّالٍ وخيلُكَ وُقَّفُ
وهُمْ رجعُوها مُسحرينَ كأنَّما ... بجعثنَ مِنْ حُمَّى المدينةِ قفقفُ
ويروى قرقف. يعني رعدة مسحرين، يعني أنهم فجروا بها حتى دخلوا في السحر.
وقدْ علِمَ الأقيانُ أنَّ فتاتهُمْ ... أُذِلَّت رِدافا كُلَّ حالٍ تُصرَّفُ
فباتَتْ تُنادِي غالِباً وكأنَّها ... على الرَّضفِ مِنْ جمرِ الكوانين تُرضَفُ
وتحلِفُ ما أدْمَوا لجعثِنَ مثبِراً ... ويشهدُ حُوقُ المنقرِيِّ المُجوَّفُ
ويروى ما دموا. ويروى حوق المنقري المقرف. ويروى المحرف. قوله ما أدموا، يريد افعلوا من
الدم مثل قولهم اقتضوا. قال والمثبر الموضع الذي تنتج فيه الناقة، يعني يقع فيه دمها وسلاها، فهي
لا تكاد تنساه، يقال مرت الناقة على مثبرها، وذلك إذا مرت عليه وشمته،

الصفحة 745