كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

فإن شئتَ انتسبتُ إلى النصارى ... وإنْ شئتَ أنتسبتُ إلى اليهود
وإنْ شئتَ انتسبتُ إلى فُقيم ... وناسبني وناسبتُ القرودُ
وأبغضهمْ إلىّ .. بنو فقيمٍ ... ولكنْ سوفَ أتيِ ما تريدُ
وقال الفرزدق أيضاً لزياد:
أتاني وعيدٌ من زيادٍ فلمْ أنمْ ... وسيلُ اللوىَ دوني فهضبُ التهائمِ
فبتٌ كأنيّ مُشعرٌ خيبريّةً ... سرتْ في عظامي أو سمامَ الأراقم
زيادَ بنَ حربٍ لو أظنكَ تاركي ... وذا الضغنِ قد خشمتُهُ غير ظالمِ
وقد جاحفتْ مني العراقَ قصيدةٌ ... رجومُ معَ الأقصى رؤوسَ المخارمِ
خفيفةُ أقواهِ الرواةِ ثقيلةٌ ... على قرنها نزّالةٌ بالمواسمِ
وهي طويلة قال: فلم يزل بين مكة والمدينة، حتى كتب زياد إلى معاوية: قد ضبطت لك العراق
بشمالي، ويميني فارغة، فأشغلها بالحجاز. وبعث في ذلك الهيثم بن الأسود النخعي، فكتب له عهده مع
الهيثم فلما بلغ ذلك أهل الحجاز، أتى نفر منهم عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -
فذكروا ذلك له، فقال: ادعوا عليه الله يكفكموه، واستقبل القبلة، واستقبلوها، فدعوا ودعا، فخرجت
طاعونة على إصبعه، فأرسل إلى شريح، وكان قاضيه، فقال: حدث ما ترى، وقد أمرت بقطعها فأشر
علي. فقال شريح: إني أخشى أن يكون الجراح على يدك، والألم على قلبك، وأن يكون الأجل قد
حضر، فتلقى الله، عز وجل، أجذم، ويعيّره ولدك، فتركها. وخرج شريح، فسألوه فأخبرهم ما أشار
به، فلاموه وقالوا: هلاّ أشرت عليه بقطعها، فقال:

الصفحة 771