كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم – المستشار مؤتمن. ولم يلبث زياد أن مات.
وقد خرج متوجهاً إلى الحجاز، فدُفن بالثوية، إلى جنب الكوفة. فرثاه
مسكين بن عامر بن شريح بن عمرو بن عمرو بن عُدس بن زيد بن عبد الله بن دارم، فقال:
رأيتُ زيادةَ الإسلام ولّتْ ... فبانتْ حينَ ودّعنا زيادُ
ولم يكن الفرزدق هجا زياداً حياته، حتى هلك. فلما رثاه مسكين بن عامر، قال الفرزدق مجيباً له:
أمسكينُ أبكى اللهُ عينكَ إنما ... جرىَ في ضلالٍ دمعها فتحدّرا
رثيتَ امرءاً من أهل ميسانَ كافرا ... ككسرىَ على عدّانهِ وكقيصرا
أقولُ لهُ لمّا أتاني نعيهُ ... بهِ لا بظبي في الصرّيمةِ أعفرا
فأجابه مسكين، فقال:
ألا أيها المرء الذي لستُ ناطقاً ... ولا قاعداً في القومِ إلا انبرى ليا
فجئني بعمّ مثل عمّي أو أب ... كمثل أبي أو خال صدق كخاليا
كعمرو بن عمرو أو زُرارةَ والداً ... أو البشر من كلّ فرعتُ الرواسيا

الصفحة 772