كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

وما برحتْ مثلُ القناةِ وسابحٌ ... وخطّارةٌ عُبر السرىَ من عياليا
فهذا لأيام الحفاظِ وهذهِ ... لرحلي وهذي عدةٌ لارتحاليا
وقال الفرزدق لزياد:
أبلغْ زياداً إذا لاقيتَ مصرعهُ ... إنّ الحمامةَ قدْ طارتْ منَ الحرمِ
طارتْ فما زالَ ينميها قوادمها ... حتى استغاثتْ إلى الأنهارِ والأجمِ
ولما بلغ الفرزدق موت زياد جعل يرتجز وشخص عن المدينة:
كيفَ تراني قالباً مجنّى ... أضربُ أمري ظهرهُ لبطنِ
قدْ قتلَ اللهُ زياداً عني
رجع إلى القصيدة:
فما كانَ شيء كانَ مما نُجنهُ ... منَ الغشَ إلا قد أبانتْ شواكلُهْ
وقلتُ لهمْ صبراً كُليبَ فإنهُ ... مقامُ كظاظٍ لا تتمُّ حواملُهْ
فإن تهدموا داري فإن أرومتي ... لها حسبُ لا ابن المراغة نائلُهْ
أبي حسب عود رفيعْ وصخرةٌ ... إذا قرعت لم تستطعها معاوله
تصاغرتَ يابنَ الكلبَ لما رأيتني ... معَ الشمس في صعب عزيزِ معاقلُهْ
ويروى مناقله. والمنقل أعلى الجبل، وهو العقبة. قال أبو عبد الله: المنقل بفتح الميم الآلة.

الصفحة 773