كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

وقد مُنيتْ مني كُليبٌ بضيغمٍ ... ثقيلٍ على الحُبلى جريرَ كلاكلُهْ
قوله كلاكله يعني صدره وما يليه. قال: وإنما عيره بقصة صُرد بن جمرة، الذي سُقي مني عبد أبي
سواج، فانتفخ بطنه، وتفسير ذلك في غير هذا الموضع.
شتيمُ المُحيا لا يخاتلُ قرنهُ ... ولكنهُ بالصّحصحان يُنازلُهْ
هزبر هريتُ الشدقَ ريبالُ غابة ... إذا سارَ عزّتهُ يداهُ وكاهلُهْ
قال أبو عبد الله، قال ابن الأعرابي: تربل السبع وتربيل، إذا كان شابا كثير اللحم. قوله هزبر،
يعني قويا شديداً، والهزبر من نعت الأسد، وإنما شبّهه بالأسد في قوته. وهريتُ الشدق أي واسع
الشدق. قال: والريبال أيضاً من نعت الأسد، يعني يصيد وحده، ولا يحتاج إلى من يعاونه على
صيده، يقال من ذلك: خرج القوم يتربلون. قال: وذلك إذا خرجوا للغارة واللصوصية متخففين. قال:
والغابة الأجمة التي يسكنها الأسد. عزته يداه وكاهله، أي كانتا أقوى شيء وأشده، وقوله عزته، أي
قوّته يداه وكاهله التي يغلب بهما ويقهر. قال: ومنه قولهم "من عزّ بزّ"، يريد من غلب قهر وبز
صاحبه، أي سلبه ثيابه وما معه، ومنه قوله عز وجل: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} أي غلبني، وقوله إذا
سار يريد إذا ساور فريسته فأخذها، يقال سار وساور بمعنى واحد، وقول إذا واثب ووثب، قال أبو
عثمان: سمعت الكسائي وغيره يقول: هو لص بيّن اللصوصية، بفتح اللام، وهو حُرّ بين الحَرورية،
بنصب الحاء، وهو خاص بالأمير بيّن الخصوصية، بنصب الخاء. قال أبو عثمان: وسمعت
الأصمعي، وأبا عبيدة، وغيرهما، يقولون: لم نسمع

الصفحة 774