كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

ضغا ضغوة في البحرِ لمّا تغطمطتْ ... عليهِ أعالِي موجهِ وأسافلُه
قوله تغطمطت أي جاشت عليه الأمواج فاضطربت في البحر، فضرب لنفسه مثلا به.
فأصبحَ مطروحاً وراءَ غُثائهِ ... بحيثُ ألتقى من ناجخِ البحرِ ساحلُهْ
ويروى منبوذاً، الناجخ ما ضرب الساحل من الماء، يقال قد نجخ الماء الساحل، أي صربه، وقوله
من ناجخ، يقال من ذلك نجخ الماء، وذلك إذا فاض وسال.
وهلْ أنتَ إنْ فاتتكَ مسعاةُ دارمٍ ... وما قد بنى آت كُليباً فقاتلُهْ
وقالوا لعبادٍ أغثنا وقد رأوا ... شآبيبَ موتٍ يُقطرُ السمّ وابلُه
فخرتَ بشيخٍ لم يلدكَ ودونهُ ... أب لكَ تخفي شخصهُ وتُضائلُهْ
فخرت بشيخ، يعني عتيبة بن الحارث بن شهاب. وقوله تخفي شخصه، يعني عطية، يقول: تُخفيه
لصغره ومحقرته. قال: والضئيل من الرجال، هو القليل الجسم الدقيق. بشيخ يعني يربوعاً، وتُخفي
شخصه يعني كُليباً. قال أبو عبد الله: هذا هو الكلام الصحيح.
فلّله عِرضي إنْ جعلتُ كريمتي ... إلى صاحبِ المعزى الموقّع كاهلُهْ

الصفحة 778