كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

ألا تدّعي إن كانَ قومُكَ لمْ تجدْ ... كريماً لهم إلاّ لئيماً أوائلُهْ
ويروى إن كان قومك لم تجد لهم حسبا.
ألا تفتري إذا لمْ تجدْ لكَ مفخراً ... ألا ربما يجري مع التحقِ باطلُه
ويروى:
لهم يومَ بأسٍ أو أباً يحمدونهُ ... كريماً وهلْ يجري معَ الحقّ باطلُهْ
فتحمدَ ما فيهمْ ولوْ كنتَ كاذباً ... فيسمعه يا بنَ المراغةِ جاهلُهْ
ولكنْ تدعّى مَنْ سواهمْ إذا رمى ... إلى الغرضِ الأقصىَ البعيد مُناضلُهْ
فتعلمُ أنْ لوْ كنتَ خيراً عليهم ... كذبت وأخزاكَ الذي أنتَ قائله
تعاطَ مكان النجم إن كنتَ طالباً ... بني دارمٍ فانظرْ متى أنتَ نائلُهْ
فلَلنجمُ أدنىَ منهمُ أنْ تنالهُ ... عليكَ فأصلحْ زربَ ما أنتَ آبلُهْ
ألمْ يكَ مما يُرعَدُ الناسَ أنْ ترى ... كُليباً تغنّى بابنِ ليلىَ تُناضلُهْ
أبي مالكَ ما منْ أب تعرفونهُ ... لكم دونَ أعراقِ الترابِ يُعادلهْ
قوله أبي مالك، يعني مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وكان مالك بن حنظلة لقبه
الغَرف، وهو الذي يقول فيه الأسود بن يعفر:
في آل غَرف لو بغيت ليَ الأسى ... لوجدتِ فيهمْ إسوةَ العَدّادِ
ويروى العُداد. وقوله دون أعراق التراب يعني آدم - صلى الله على نبينا وعليه وسلم - لأن الله خلقه من تراب.

الصفحة 780