كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

قوله انتهت، يريد صادفت موضعاً يحبس الماء فاحتبست.
أتنسى لطولِ العدِ أمْ أنتَ ذاكرُ ... خليلكَ ذا الوصلِ الكريمِ شمائلُهْ
شمائله يعني طبائعه، الخليل الصادق الواصل أخاه.
لحَبّ بنارٍ أوقدتْ بين مخلِب ... وفردةَ لو يدنو منَ الحبلِ واصلُهْ
قوله مُحلب قاع. وفردة اسم قارة، والقارة الجبل الصغير.
وقد كانَ أحياناً بيِ الشوقُ مولعا ... إذا الطرفُ الظعّانُ ردّت حمائلُهْ
قال الطرف الذي يتطرف المرعى. يقول ردّت حمائله من المرعى إلى الحي للارتحال. قال:
والظعّان الذي يُكثر الظعن، وهو الكثير السفر، من قوله تعالى {يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ}.
فلما التقىَ الحيّانِ ألقيتِ العصي ... وماتَ الهوى لمّا أصيبتْ مقاتلُهْ
ويروى فلما أستقر الحي. قوله ألقيت العصا، يعني استقروا ونزلوا. وقوله ومات الهوى، يقول:
سكن الهوى مني وذهب سورته حين اجتمعنا. قال أبو عثمان، قال الأصمعي: في قوله لما أصيبت
مقاتله، يريد مقاتل الهوى، وإذا أصيبت مقاتل الشيء فقد مات.
لقدْ طالَ كتماني أمامةَ حُبها ... فهذا أوانُ الحبّ تبدو شواكلُهْ
يعني أشباهه ونواحيه.

الصفحة 782