كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

إذا حُلّيتْ فالحليُ منها بمعقدِ ... مليحٍ وإلاّ لمْ تشنها معاطلهْ
يقول: إن لبست الحلي فهي حسنة، فإن لم تلبس الحلي، لم تشنها معاطل الحلي. يقال من ذلك، امرأة
عاطل، إذا لم يكن عليها حلي، فأضمر ابتداء الجزاء كما قال العبدي في مثل ذلك:
أقيموا بني النعمانِ عنّا صدوركم ... وإلا تُقيموا صاغرينَ رُؤوسا
وقالَ اللواتي كُنّ فيها يلُمنني ... لعلّ الهوى يومَ المُغيزل قاتلُهْ
مغيزل جبل دقيق فيما ذكر الحرمازي. والمغيزل هو اسم مكان معروف.
وقلنَ تَروّحْ لا تكنْ لكَ ضيعةً ... وقلبكَ لا تشغلْ وهُنّ شواغلُهْ
ويومٍ كابهام القَطاةِ مُزيّن ... إليَ صِباهُ غالب ليَ باطلُهْ
قوله كابهام القطاة، يعني قصيراً كقصر إبهام القطاة، وإنما المعنى في قصر اليوم، يقول: كنا في لهو
وسرور، فقصُر يومنا فيه، لانّا لم نشتف من لهونا فيه، فلذلك نسبه إلى القِصر.
لهوتُ بجنّيّ عليهْ سُموطُهُ ... وإنْسُ مجاليهِ وأنسُ شمائلُهْ
السموط عقود اللؤلؤ. قال: والسموط هي القلائد، يقول: هي مُثناة بعضها على بعض. قال: ومجاليه،
ما يحسن أن يبرُز مثل الوجه واليدين.

الصفحة 783