كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

فما مُغزِل أدماء تحنو لشادِن ... كطوقِ الفتاةِ لمْ تشدّدْ مفاصلُهْ
قوله فما مغزل، يعني ظبية غزالها، وأدماء بيضاء في ظهرها جُدّتان إلى الخضرة. والسواد سوداء
المقلة والمدامع. وتحنو تعطف، وقوله شادن، يقول ولد قد تحرك وقارب الفِطام، وقوله كطوق الفتاة،
يريد في بياضه وتثنيه، وذلك إذا عطف نفسه، قال وهو أحسن ما يكون إذا كان كذلك. ثم قال: لم
تُشدد مفاصله، يقول هو ضعيف بعد، يقول: هذا الخشف صغير لم تُشدد مفاصله.
بأحسن مِنها يومَ قالتْ أناظر ... إلى الليل بعضَ النّيل أم أنتَ عاجلهْ
فلو كانَ هذا الحبّ حُبا سلوتُه ... ولكنه داء تعودُ تقابلُهْ
ولمَ أنسَ يوما بالعقيقِ تخايلتْ ... ضُحاهُ وطابت بالعشيِ أصائلُهْ
رُزقنا به الصيدَ الغزيرَ ولم أكنْ ... كمن نبلُهُ محرومة وحبائلهْ
ثواني أجياد يُودّعنَ مَنْ صحا ... ومَنْ بثّهُ عنْ حاجةِ اللهو شاغلُهْ
فأيهاتَ أيهات العقيقُ ومَنْ بهِ ... وأيهات وصلٌ بالعقيقِ تُواصلُهْ
لنا حاجةُ فانظرْ وراءكَ هلْ تَرى ... بروضِ القَطا الحيّ المُروّحَ جاملهْ
رِعانُ أجاً مثلُ الفوالجِ دونهمْ ... ورملٌ حَبتْ أنقاؤهُ وخمائلُهْ
قوله رعان واحدها رعن وهو أنف الجبل. وأجا جبل. وقوله ورمل حبت، يقول: أشرفت هذه لرّمال
فعلت لارتفاعها. وقوله وخمائله، الخميلة أرض سهلة تُنبت ويخالطها رمل.
رددنا لِشعثاءَ الرسولَ ولا أرىَ ... كيَومئذٍ شيئا تُردّ رسائلُهْ
ويروى وجدنا لَشَعثاء. شَعثاء امرأة من بني كعب بن مالك بن حنظلة.

الصفحة 784