كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

أي هي حاذقة بنفي الحجارة إذا مشت. قال: والحزيز من الأرض، الموضع ينقاد ويطول، كثير
الحصى. وقوله تُناقله، يعني تُحسن المشي، يريد أنها تُحسن نقل يديها ورجليها، يقول كيف تضع
يديها ورجليها لأنها مجربه، لذلك، لكثرة سيرها فيه، ومعرفتها به.
أنخنا فسبّحنا ونوّرت السرى ... بأعرافِ ورد اللونِ بُلق شواكلُهْ
قوله فسبحنا، يريد فصلينا الغداة، والسبحة الصلاة، ويقال السبحة النافلة، وقال الأصمعي: هي
التطوع والفريضة، قال أبو عبد الله: فسبحنا أي استرحنا. قال وينيخُ المعرّسون تلك الساعة، وفي
ذلك الوقت من السحر، وفيه يستريح المسافرون وظهرهم. وقوله بأعراف ورد اللون، يريد الصبح،
وذلك لحمرة الشفق، فلذلك سمّاه ورداء وشواكله يريد جوانبه.
وأنصبُ وجهي للسموم ودونهَا ... شَماطيطُ عَرضيّ تطيرُ رعابلهْ
قوله عرضي يريد بُروداً من بُرود اليمن. ورعابله قطعه المتخرفة، وهي الشماطيط أيضاً. قال:
والمعنى في ذلك، أنه تعمم بذلك البرد فمزقته السموم وأيلته. يقول: هذا البرد الذي تعمم به هو خلق.
لنا إبلْ لمْ تستجِرْ غيرْ قومِها ... وغيرْ القَنا صُما تهُزُ عواملهْ
قال: إنما قال هذا، لأن الفرزدق استجار بكر بن وائل، من زياد بن أبي سفيان، حين هرب عند
إنهابه ماله، فكان يطلبه زياد فأجاروه، قال: وفي ذلك يقول الفرزدق:

الصفحة 787