كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

بن قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن عبد الله بن همام. قال خِراش: إنما سُمي ذا الجَديْن،
لأن قائلا قال لعبادي: إنه لذو جَدّ، أي بخت وحظ ونصيب من قسم. فقال لهم العبادي: إي والله وذو
جَدّيْن ويروى أقمنا على رأس الشرَبّة.
ونحنُ صَبَحنا الموتَ بِشرا ورهَطَه ... صرُاحاً وجاد ابني هُجيمةَ وابِلهْ
قوله بْشرا، يريد بِشر بن عبد عمرو بن بِشر بن عمرو بن مَرثد. قتله سُويد بن شهاب عم عُتيبة بن
الحارث بن شهاب، وابنا هجيمة قيس والهرماس ابنا عباس، قتلهما عُتيبة بن الحارث. وقوله وابله،
يريد وابل الموت، يقول أمطرهم الموت جَوداً.
ألا تسألونَ الناسَ مَنْ يُنهلُ القَنا ... ومَنْ يمنعُ الثّغرَ المخوفَ تلاتلهْ
قوله يُنهل القنا، يعني يوردها فيسقيها الدماء بالطعن، كما تُنهل الإبل إذا عطشت فتروى من الماء،
فضربه مثلا للدم. وقوله الثغر، هو الموضع الذي يخاف العدو من ناحيته، وتلاتله شدائده.
لنا كُلّ مشبوبٍ يُروى بِكفّه ... جناحا سِنان دَيْلَميّ وعاملهْ
المشبوب الذي إذا دعوته إلى شيء أجابك إليه، وهو المُرتاع والمُرتاح. قال أبو سعيد: هو الذكي
الملتهب، شبهه بنار تلتهب. وجناحا السنان طرفاه.
يُقلّصُ بالفضلين فَضل مفُاضَة ... وفضل نجاد لمْ تُقطعْ حمائلهْ
وعَمّي رئيسُ الدّهم يومَ قُراقرٍ ... فكانَ لنا مرباعهُ ونَوافلهْ

الصفحة 790