كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

ونحنُ غَداةَ ذي قارٍ أقمنا ... وقدْ شَهدَ القبائلُ محلبينا
وقدْ جاءوا بها جأواء فلْقاً ... مُلَمْلَمَةً كتائبُها طَحونا
لِيَوم كَريهَة حتى تجلّتْ ... ظِلالُ دُجاهُ عنّا مُصلتينا
فَولّونا الدوابِرِ واتَقَوْنا ... بِنُعمانَ بن زُرعَةَ أكتعينا
وذُدنا عارِضَ الأحرارِ وِردا ... كما وَرَدَ القَطا الثّمْدَ المَعينا
وقال أبو النجم العِجليّ في الاسلام، يفخر بيوم ذي قار:
نحنُ أبَحْنا الريّف للمُمْتارِ ... يومَ استَلَبنا راية الجبارِ
بأسفلِ البَطحاء من ذي قارِ
وقال العُديل بن الفرخ العجلي:
ما أوقَدَ الناسُ منْ نارٍ لمَكرُمةٍ ... إلا أصطلينا وكنا مُوقدِي النار
وما يَعدّون مِنْ يوم سمعتُ بهِ ... للناس أفضل مِنْ يوم بذي قارِ
جئنا بأسلابهِمْ والخيلُ عابِسَةَ ... يومَ استلبنا لكِسرى كلَّ إسوارِ
وقال الأخطلُ يفخر على جرير أنهم شهدوا يوم ذي قار:
هلاّ كفيتُمْ مَعَدّا يومَ مُعضلَة ... كما كفينا مَعَدّا يومَ ذي قارِ
جاءتْ كتائبُ كِسرى وهىَ مُغضَبَة ... فاستأصَلوها وأردوا كُلّ جبار

الصفحة 799