كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

ويروى تلاقي ذبابي طائراً. قوله أخايله، الأخيل طائر إذا وقع على متن الفرس قطعه. ويقال إنّ
ذلك الطائر هو الشقراق. قال: وإنما أراد بقوله ذبابي، ذباب السيف، وهو حدّه. يقول ستلقى حدّ
سيفي فيقطعك، كما يقطع هذا الشقراق ظهر هذا الفرس، قال فضربه مثلا للطائر.
وما هجمَ الأقيانُ بيتاً ببيتهِمْ ... ولا القينُ عن دارِ المذلّة ناقِلُهْ
ويروى كبيتها. هجم أي هدم. ويروى ببيتها.
وما نحنُ أعطينا أسيدَةَ حُكمهَا ... لِعان أعضّتْ في الحديدِ سَلاسلهْ
قال أسيدة أم مالك ذي الرقيبة، ومالك الذي أسر حاجب بن زُرارة. قال: وكانت أسيدة سبيّة، وفيها
يقول جرير:
رَدّوا أسيدةَ في جِلبابِ أمّكمُ ... غصبا فأمسى لها دِرع وجِلباب
ولسنا بِذِبْح الجيشِ يومَ أوارَة ... ولمْ يستبحنا عامِر وقنابلهْ
يعني عامر بن مالك أبا براء.
وهذا حديث يوم أوارَة
قال أبو عبيدة: وكان عمرو بن المنذر اللخمي، بنى زُرارة بن عدس ابناً له، يقال له أسعد، فلما
ترعرع، مرت به ناقة كوماء سمينة، فعبث بها، فرمى ضرعها، فشد عليه ربها سويد، أحد بني عبد
الله بن دارم فقتله، ثم هرب سويد فلحق بمكة، قال: فهم الذين بمكة اليوم، من بني عبد الله بن دارم حلفاء لقريش.

الصفحة 805