كتاب شرح نقائض جرير والفرزدق (اسم الجزء: 3)

واجتماعهم، باجتماع القِداح، وانضمام بعضها إلى بعض، ومُخالع يريد مُقامراً،
قال أبو الله: مخالع مقامر بخلعته، ولا يقال لكل مقامر مخالع حتى يقامر بخلعته.
فهلاَ اتّقيتِ اللهَ إذْ رُعْتِ محرِما ... سرى ثم ألقى رَحلَهُ فهوَ هاجع
ومِنَ دونه تيهِ كأنّ شِخاصَها ... يحُلْنَ بِأمثالٍ فهُنّ شَوافِعُ
قوله شخاصها يريد الذي يرتفع فيها من جبل وأكمة، وقوله يحلن، يريد يتحركن قوله بأمثال يريد
بمثلهن، فهن شوافع يقول تراهن اثنين اثنين قال: الشفع الزوج، والوتر الفرد وذلك فعل السراب،
ليس ثم تحرّك، وترى الشخص شخصين. أي بينك وبينه تيه، أي قفار مُضلّة.
تحِنُ قَلوصي بعدَ هَدْء وهاجَها ... وَميضٌ على ذاتِ السلاسلِ لامِعُ
يقول: شاقها وميض برق، يعني طربت واستخفت للمطر.
فقلتُ لها حِنّي رُويدا فإنني ... إلى أهلِ نجدٍ مِنْ تهَامَةَ نازِع
تغيّضُ ذِفْراها بجونٍ كأنه ... كُحيلٌ جرى في قُنفُذِ اللّيتِ نابِعُ
ويروى تفيّض بالفاء، أي تسيل، وبالغين أي كأنها تُنقصه من موضعه، وهما روايتان، وقوله تفيّض
ذفراها، يعني تسيل ذفراها، قال: والذفرى ما خلف الأذن من القفا، وقوله بحون، يريد بعرق أسود،
وقوله كُحيل، هو القطران، شبه ما يسيل من ذفراها بالقطران الردي، لأنه أسود، يعني يسيل من
الذفرى، وقوله جرى يعني العرق. قال: وقنفذ الليت، خلف أذنها من قفاها. ونابع قاطر. قال أبو
جعفر، أحمد بن عبيد: القنفذ هو الذفري.
ألا حَيّيا الأعرافَ مِنْ مَنبتِ الغَضا ... وحيث حَبا حولَ الصرّيفِ الأجارعُ
ويروى الطريف، الصريف فوق النباج بفرسخين حبا أشرف،

الصفحة 814